أنتظركَ ولَوْ عَلى
حَوَافِ الخَوفِ
انْتِظَارَ الطُّيُور بَعدَ
طُولِ الشِّتَاءِ الرَّهِيب
بُزُوغ الفَجر
انْبِثَاقَ الرَّبيعِ
انْبِعَاثَ الرُّوحِ
في جَسَدٍ مَهِيب!
أنتَظِركَ تَعُودُ
مَعَ تَفَتُّقِ صُبحٍ جَدِيد
غَارَ هَائماً
بين انفِراجَات المغيب
يَرى وجهه
في مرايا الغِيَاب
وتَنمَحي المَلامِحُ
تَتَفَتت الكلماتُ
تَهرُبُ الأخْيِلَة ُ
وتَضمَحِلُّ في تَبدِيد
تمتَصُّه الأرضُ
هي لَهُ أمٌّ رَؤوم
تَحجبُهُ بِكُلِّ العُيوب
تُخفيهِ بكل الذنُوب
قُل لي اليَومَ
مَن يَزرَعُك في أرضِه؟
مَن يَجعَلُ مِن وَجهِكَ
نَجماً في سَمَاءه بِهِ يَستَنِير؟
مَن يَحفَظُ رَنَّة َصَوتِكَ
في شَدوِ لَحنٍ بَهِيج؟
مَن يَحضِنُ قَلبَكَ مَعَ
هَبَّةِ كلِّ نَسَمٍ أرِيج؟
مَن يُبقِ يَدَكَ فِي يَدِهِ
مَدفُوعاً بِأشوَاقِ الرُّفقَةِ
بِحَنِينِ الصَّداقَةِ
وأصْدَاءِ الوِدِّ المَتِين؟
مَن يُدَاري فَجوَة ًبِظَهرٍ
لا تُمِيلُهُ ريَاحُ السِّنِين؟
مَن يُلَملِمُ جُرحَكَ
عِشْقاً في الجُرحِ
ومَحَبَّة ًفي الأنِين؟
أنتَظِركَ ولَو على
حَوَافِ الخَوفِ
تَدفَعُنِي ارتِعَاشَاتُ
الوجدَان المسكُونِ
بِألوِانِ الأنِين
يُمزِّقُني اليَومَ
هَذا الانْتِظَار!
يُشَردُنِي على أرصِفَةِ
شَوَارع ومُدُنٍ لا تُبين
ويَضيعُ الطَّريق
فِي غِيَابات الافْتِرَاق
في حَرَائقِ الأشْوَاق
في حَرِّ الدَّمعِ الرَّقرَاق
ولَهِيبِ التَّشَظِّي
أنتَظِرُكَ ولَوْ على
حَوَافِ الخَوفِ
على أهداب الحرفِ
وحَدِّ السَّيفِ
وحُبُّكَ عِندِي يَقِين!!!